هذه الجائزة دعوة لنا جميعًا بأن نعيد النظر في تاريخنا، وأن نخلص العمل من أجل مستقبل تترسخ فيه الأخوة الإنسانية في كل مكان
جماعة سانت إيجيديو هي منظمةٌ إنسانية تكرس جهودها لخدمة المجتمع، تأسست عام 1968 بقيادة أندريا ريكاردي، وفي عام 1973 الذي شهد توسع أنشطة جماعة سانت إيجيديو مُنحت مقرًا في دير الكرمليِّين السابق وكنيسة سانت إيجيديو في العاصمة الإيطالية روما.
يتمثل الإنجاز الدبلوماسي الأبرز لسانت إيجيديو في الوساطة لإبرام اتفاقية السلام في موزمبيق في الرابع من أكتوبر 1992، والتي أطفأت نيران حرب أهلية استمرت ستة عشر عامًا. وتوصف سانت إيجيديو بأنها "واحدةٌ من أشد مجموعات حل النزاعات تأثيرًا في العالم" وهذا ما تؤكده الأوسمةُ التي تلقتها من كوكبة واسعة من مختلف القادة في العالم.
ومن أبرز مبادرات سانت إيجيديو مبادرة "الممراتُ الإنسانية"، التي تهدف إلى حماية اللاجئين ودمجهم في مجتمعاتهم الجديدة. تضمن هذه الممرات الإنسانية تأمين مرور المهاجرين عبر نقلهم جوًا بالتعاون مع شركات الطيران الأوروبية، لإغنائهم عن ركوب القوارب الصغيرة والخطيرة لعبور البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى أوروبا، كما يُساعد ذلك في محاربة تهريب البشر. ولا تزال هذه المبادرة، حتى يومنا هذا، تعم آلاف اللاجئين بالنفع.
هذه الجائزة دعوة لنا جميعًا بأن نعيد النظر في تاريخنا، وأن نخلص العمل من أجل مستقبل تترسخ فيه الأخوة الإنسانية في كل مكان
ولا زالت هذه المنظمة منذ إنشائها تبذل جهودًا جليلة في العديد من مفاوضات السلام التي تكللت بالنجاح من خلال عملها وسيطًا ومُيسّرًا لهذه المفاوضات، ومنها معاهدة السلام في موزمبيق (١٩٨٩-١٩٩٢)، والتوسط لوقف الحرب الأهلية في غواتيمالا (١٩٩٦)، والتوسط في التفاوض لتحقيق السلام بين كوسوفو وصربيا (١٩٩٦-١٩٩٨)، وتعزيز الحوار الوطني في الكونغو (١٩٩٩)، والتوسط لإبرام معاهدة السلام في بوروندي (١٩٩٧-٢٠٠٠).
تتبنى سانت إيجيديو الدبلوماسية الدينية والحوار بين الثقافات منهجًا لها لتحقيق السلام وهو ما أكسبها اعترافًا عالميًا في مجال إرساء قيم الأخوة الإنسانية.